بسم الله الرحمن الرحيم..
ولما أدخلت السبايا على ابن زياد في قصر الإمارة بالكوفة وقد غصّ القصر بالناس إذ أن الرواية تقول : وأذن للناس إذناً عاماً ، ووضع ابن زياد رأس الحسين بين يديه وأدخلت عليه نساء الحسين وصبيانه ودخلت زينب اخت الحسين في جملتهم متنكّرة وعليها أرذل ثيابها ومضت حتى جلست ناحيةً وحفت بها إماؤها ، فقال ابن زياد : من هذه المتنكّرة فلم تُجبه ترفُعاً عن مخاطبته حتى قال له بعض إمائها : هذه زينب بنت علي. فاقبل اللعين قائلاً متشفياً شامتاً :
كيف رأيتِ صنع الله بأخيك الحسين. قالت بما يكشف له أنها غير مبالية ولا متفجّعة : ما رأيت إلا جميلاً ، هؤلاء قوم كُتب عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّ وتخاصم فانظر لمن الفلح ثكلتك امك يا بن مرجانة.
فكان هذا الكلام أشق عليه من رمي السهام وضرب الحسام ولهذا اغضبه حتى همّ أن يشفي غيظه بضربه لها ، فقام والسوط بيده فقام عمرو بن حريث وقال : يا امير إنها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها ، قال أما تراها حيث تجرأت عليَّ ، قال : لا تلم زينب يرى ابن زياد انه القانط على العراق بيد من حديد والناس تناديه : يا أمير واذا بالمرأة الاسيرة تقول له : يا بن مرجانة.